"تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
15:40 - 12 أكتوبر 2025
يشارك في قمة شرم الشيخ من أجل السلام قادة أكثر من 20 دولة
على مدى الأشهر الماضية، تراوحت المواقف بين إسرائيل وحركة حماس بين تصعيد عسكري متجدد واستثمار ملف الرهائن كورقة ضغط، في ظل مفاوضات حساسة يرعاها الوسطاء، توجت بتوقيع اتفاق في شرم الشيخ المصرية من المأمول أن يمهد لإنهاء حرب غزة التي استمرت عامين.
لكن مع اقتراب موعد قمة شرم الشيخ المخصصة للسلام في غزة، الإثنين، برزت نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل إلى الواجهة مجددا، وتصاعدت التصريحات المقلقة بين الطرفين، مما جعل مسار التوافق بينهما بيدو هشا ومشحونا بالمفاجآت، وأثار تساؤلات حول مدى قدرة أي اتفاق محتمل على الصمود.
ماذا قالت حماس؟
السبت، أعلنت حماس أنها لن تشارك في التوقيع الرسمي على الاتفاق الهادف إلى إنهاء الحرب في غزة، المقررة في شرم الشيخ.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران لـ"فرانس برس"، إن "حماس لن تكون مشاركة" في عملية التوقيع بل سيقتصر الأمر على "الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين".
وفي حين ينص أحد بنود خطة ترامب على حصول عناصرحماسالذين يرغبون في مغادرة غزة على حق المرور الآمن إلى بلدان أخرى، اعتبر بدران أن الحديث عن مغادرة قادة الحركة لقطاعغزةبموجب اقتراح تضمنته خطة الرئيس الأميركيدونالد ترامب "عبث وهراء".
وقال: "الحديث عن إخراج الفلسطيني، سواء من حماس أو غيره، من أرضه (هو) حديث عبث وهراء، ولا يمكن أن يوافق عليه أي فلسطيني".
وفي تحذير مباشر إلى إسرائيل، قال بدارن إن حماس سترد على "أي عدوان إسرائيلي" في حال استؤنفت الحرب.
وبشأن مطلب نزع السلاح والذي شكل أحد أبرز بنود خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، أكد مسؤول في الحركة أن هذا الموضوع "خارج النقاش وغير وارد".
وتنص خطة ترامب في البند 13 على أنه "سيتم تدمير كل البنى التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يعاد بناؤها، حيث ستكون هناك عملية لنزع السلاح من غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين ستشمل وضع الأسلحة خارج الخدمة بشكل دائم، عبر عملية نزع سلاح متفق عليها ومدعومة ببرنامج لإعادة الشراء وإعادة الإدماج ممول دوليا".
في المقابل، وقبل ساعات من انطلاق قمة شرم الشيخ المرتقبة، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتدمير كل الأنفاق في قطاع غزة بعد الإفراج عن المحتجزين هناك.
وقال إن "التحدي الكبير لإسرائيل بعد مرحلة استعادة الرهائن سيكون تدمير كلالأنفاقالإرهابية لحماس في غزة"، مضيفا: "أمرت الجيش بالاستعداد لهذه المهمة".
ولدى حماس شبكة أنفاق تحتقطاع غزةتستخدمها خصوصا كتائب القسام، جناحها العسكري.
وفي اليوم الثالث من وقف إطلاق النار، أوضحكاتسفي بيان أن هذه العمليات ستتم في إطار "آلية دولية بإشراف الولايات المتحدة".
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن القوات الإسرائيلية ستواصل وجودها داخل قطاع غزة، بهدف ممارسة الضغط على حركة حماس حتى تلقي سلاحها بشكل كامل.
وقالنتنياهوالذي لم يؤكد بعد مشاركته في قمة شرم الشيخ، إن "حماس وافقت على الاتفاق بعدما أدركت أن السكين على رقبتها"، مضيفا أنالجيش الإسرائيلي"سيبقى في قطاع غزة ويسيطر على المناطق المهمة".
وينص البند الـ16 من خطة ترامب على أن إسرائيل لن تحتل غزة أو تضمها إليها، مع إرساء قوة الاستقرار الدولية السيطرة والاستقرار، وينسحب الجيش الإسرائيلي على أساس معايير ومراحل وجداول زمنية مرتبطة بنزع السلاح يتم الاتفاق عليها بين الجيش الإسرائيلي وقوة الاستقرار الدولية والضامنين والولايات المتحدة.
تستضيف مصر بعد ظهر الإثنين في شرم الشيخ قمة من أجل السلام في غزة يترأسها الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، ويشارك فيها قادة أكثر من 20 دولة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأعلنت الرئاسة المصرية في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار، أن القمة تهدف إلى "إنهاء الحرب في قطاع غزة وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي".
وأعلن عدد من القادة مشاركتهم، من بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان والمستشار الألماني فريدريش ميرتس.
وسيحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر لتأكيد "دعمه لتنفيذ الاتفاق الذي عرضه الرئيس ترامب من أجل وضع حد للحرب في غزة"، كما سيجري محادثات "مع شركائه حول المراحل المقبلة من تنفيذ خطة السلام"، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.
وسيشارك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في القمة التي "تمثل منعطفا تاريخيا من أجل المنطقة بعد سنتين من النزاع وإراقة الدماء".
كما يشارك رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا.
آلاف النازحين يعودون إلى شمال غزة عبر شارع الرشيد
تبادل الرهائن والأسرى
وتنص المرحلة الأولى من اتفاق غزة على تبادل الرهائن الـ47 المتبقين في غزة من أصل 251 اختطفوا في هجوم 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى رفات رهينة احتجز عام 2014.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن 250 معتقلا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1700 معتقل من سكان غزة احتجزوا منذ اندلاع الحرب.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية السبت أنها جمعت في سجنين المعتقلين المتوقع الإفراج عنهم مقابل إعادة الرهائن في غزة.
وأفاد قيادي في حماس، بأن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، في غزة سيبدأ صباح الإثنين.