بكين تطالب واشنطن ببيئة أعمال عادلة بعد اتفاقية "تيك توك"
14:05 - 25 ديسمبر 2025
أعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن بكين ترغب في رؤية الشركات تتوصل إلى حلول تتوافق مع القوانين واللوائح الصينية، وتوازن بين مصالح جميع الأطراف، وذلك تعليقاً على ملف تسليم عمليات تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة الأميركية.
وكانت شركة "بايت دانس" الصينية المالكة للتطبيق قد وقعت الأسبوع الماضي اتفاقيات ملزمة لتسليم السيطرة على عملياتها في السوق الأميركية إلى مجموعة من المستثمرين، بما في ذلك شركة "أوراكل"، في خطوة تهدف لتجنب الحظر وإنهاء سنوات من الغموض.
مطالبات صينية ببيئة عمل غير تمييزية
أعربت المتحدثة باسم وزارة التجارة، "خه يونغ تشيان"، خلال مؤتمر صحفي، عن أملها في أن يعمل الجانب الأميركي مع الصين في الاتجاه نفسه، وأن يلتزم بجدية بتعهداته المتعلقة بتوفير مناخ استثماري مناسب.
وشددت تشيان على ضرورة توفير بيئة أعمال عادلة ومفتوحة وشفافة وغير تمييزية، وذلك لضمان التشغيل المستمر والمستقر للشركات الصينية داخل الولايات الأميركية، وحماية مصالحها المشروعة في ظل التحديات الراهنة.
جذور الأزمة والضغوط التشريعية
تعود جذور هذه الأزمة إلى مخاوف أمنية أثارتها واشنطن بشأن حماية بيانات المستخدمين الأميركيين واحتمالية وصول الحكومة الصينية إليها، وهو ما دفع المشرعين الأميركيين لإقرار قوانين تلزم "بايت دانس" ببيع التطبيق أو مواجهة الحظر الشامل.
وقد شهد الملف تطورات دراماتيكية منذ إدارة ترامب الأولى مروراً بإدارة بايدن، حيث واجه التطبيق الذي يستخدمه أكثر من 170 مليون أميركي ضغوطاً سياسية وقضائية مكثفة، مما جعل اتفاقية "أوراكل" الأخيرة بمثابة طوق نجاة للاستمرار في أكبر سوق إعلاني بالعالم.
التحديات القانونية والسيادة التكنولوجية
تتمسك الصين بقوانين "تصدير التكنولوجيا" التي تم تحديثها في أعوام سابقة، والتي تمنح بكين حق الفيتو على بيع التقنيات الحساسة بما في ذلك خوارزميات التوصية التي يعتمد عليها "تيك توك".
ويمثل هذا الاتفاق اختباراً حقيقياً لقدرة الشركات على المناورة بين متطلبات الأمن القومي الأميركي وبين قيود الرقابة الصينية على التكنولوجيا الفائقة، في ظل استمرار حالة التنافس الجيوسياسي بين القطبين الاقتصاديين.





