ترامب يعيد نموذج "يوجين دبس" للأذهان.. ما القصة؟
21:38 - 16 فبراير 2024يواجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سلسلة طويلة من المحاكمات قد تقف عائقا أمام ترشحه للانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري، خاصة بعد تحديد موعد لبدء جلسات المحكمة في مارس المقبل.
وتطرح محاكمة ترامب العديد من التساؤلات حول قدرته على إدارة حملته الانتخابية ومتابعة المؤتمرات بمختلف الولايات، ويذهب البعض للحديث عن خوض ترامب لغمار الانتخابات من سجنه إذا تم الحكم عليه، في سيناريو يعيد للأذهان يوجين دبس المرشح الوحيد الذي أدار حملته الانتخابية من محبسه.
في سابقة بتاريخ الولايات المتحدة، حدد قاض في نيويورك موعدا لبدء جلسات محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب في قضية دفع أموال لإسكات ممثلة إباحية، في 25 مارس القادم عندما يبدأ اختيار أعضاء لجنة المحلفين.
من هو يوجين دبس؟
أشهر مرشح رئاسي أميركي أدار حملة من السجن هو الاشتراكي يوجين دبس، والذي أدين بمساهمات مناهضة لمشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى، وحكم عليه 10 سنوات.
وبانتخابات عام 1920 التي خاضها من السجن، حلّ ديبس ثالثا فنال أصوات أكثر من 900 ألف أميركي بالانتخاب المباشر، أي ما يعادل أصوات 3.41 بالمائة من الناخبين، وفشل في الحصول على صوت واحد بالمجمع الانتخابي.
هل تعييق محاكمة ترامب ترشحه للانتخابات؟
يتوقع عضو الحزب الديمقراطي مهدي عفيفي، أن التواقيت الخاصة بمحاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد تمثل عائقا كبيرا يمنعه من خوض غمار الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2024.
ويقول عفيفي من واشنطن، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن ترامب ربما حاول توفير حماية سياسية لنفسه عندما أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في وقت مبكر جدا.
ويواجه ترامب 91 تهمة جنائية في أربع قضايا جنائية، في نيويورك وفلوريدا وواشنطن وجورجيا، وهو ينفي جميع التهم ويواجه خطر السجن في حال إدانته.
يزعم محامو ترامب أن المحاكمة الجنائية لترامب لمدة أشهر، في ذروة موسم الانتخابات ستعطل بشكل جذري قدرته على شن حملة ضد جو بايدن.
ويتوقع عفيفي أن تؤثر إجراءات التقاضي على قدرة ترامب من ممارسة حملته الانتخابية بسبب تضارب المواعيد بينهما.
وحول السيناريوهات المتوقعة للمحاكمات، يقول عفيفي إنه بات من الواضح إدانة الرئيس السابق في ضوء تعدد الاتهامات والدلائل حولها.
ليست المحاكمة الأخيرة
يتوقع الباحث السياسي الأميركي سكوت مورغان أيضا أن تستمر المحاكمة لمدة ستة أسابيع تقريبا، حيث تنعقد المحكمة كل يوم من أيام الأسبوع باستثناء أيام الأربعاء، مما يحد بشدة من قدرة ترامب على الحملة الانتخابية للرئاسة خلال تلك الفترة.
ويقول مورغان لـ"سكاي نيوز عربية" إن محاكمة نيويورك ليست هي الأخيرة التي تُبعد ترامب عن مسار الحملة الانتخابية قبل الانتخابات، حيث لا تزال هناك محاكمتان فيدراليتان محتملتان هذا العام، إلى جانب قضية في جورجيا لا تزال معلقة على الرغم من المشاكل التي تواجهه اليوم.
ورغم أن ترامب قد ينهي بشكل فعال معركة ترشيح الحزب الجمهوري قبل بدء المحاكمة الجنائية، فإن الإجراءات يمكن أن تعطل محور الرئيس السابق في مباراة الانتخابات العامة مع الرئيس جو بايدن، مما سيجعله مشتتا بين معاركه القانونية وحملته السياسية.
السيناريو الأكثر تشاؤما
يتمثل هذا السيناريو في أن يجبر ترامب على خوض الانتخابات من محبسه حال تم الحكم عليه. ويقول إروين تشيميرينسكي، خبير القانون الدستوري في جامعة كاليفورنيا في بيركلي إنه من الناحية القانونية، سيظل السيد ترامب مؤهلاً ليكون رئيسا حتى لو كان مسجونا، والدستور لا يقول شيئا خلاف ذلك.
ومن الناحية العملية، فإن انتخاب رئيس مسجون من شأنه أن يخلق أزمة قانونية يكاد يكون من المؤكد أن المحاكم تحتاج إلى حلها.
من الناحية النظرية، يمكن تجريد ترامب من سلطته بموجب التعديل الخامس والعشرين، الذي ينص على عملية نقل السلطة إلى نائب الرئيس إذا كان الرئيس "غير قادر على القيام بسلطات وواجبات منصبه".
لكن هذا سيتطلب من نائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء إعلان أن ترامب غير قادر على أداء واجباته، وهو احتمال بعيد بالنظر إلى أن هؤلاء سيكونون من الموالين الذين عينهم ترامب نفسه.
والأرجح أن ترامب قد يرفع دعوى للإفراج عنه على أساس أن سجنه يمنعه من الوفاء بالتزاماته الدستورية كرئيس.
ومن المحتمل أن تركز مثل هذه القضية على الفصل بين السلطات، حيث يرى محامو ترامب أن الإبقاء على رئيس منتخب حسب الأصول في السجن سيكون بمثابة انتهاك من قبل السلطة القضائية لعمليات السلطة التنفيذية.
تفاصيل محاكمة مارس
حدد قاض في نيويورك موعد بدء جلسات محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في قضية دفع أموال لإسكات ممثلة إباحية.
وقال القاضي خوان ميرشان، الخميس، إن المحاكمة ستبدأ يوم 25 مارس عندما يبدأ اختيار أعضاء لجنة المحلفين.
وأضاف: "هناك الكثير من المتغيّرات"، رافضا دعوات من فريق محاميي ترامب لإرجاء المحاكمة التي اعترض عليها الرئيس السابق معتبرا توقيتها "تدخلا في الانتخابات".
وفي نفس الوقت، حضر ممثلوه جلسة منفصلة في أتلانتا للضغط من أجل استبعاد رئيس الادعاء، الذي يتهم ترامب بتزوير الانتخابات والابتزاز، من القضية.
والقضيتان من بين أربع قضايا جنائية يواجهها ترامب، الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض الانتخابات الرئاسية.
وتحاول فرقه القانونية تأجيل المحاكمات الفعلية لما بعد الخامس من نوفمبر موعد الانتخابات.