حليب سويسرا.. نقمة على منتجيه
16:53 - 28 أبريل 2012
يتزامن احتفال السويسريين، السبت، بـ"يوم الحليب" السنوي، مع تحول إنتاجه إلى عبء على المنتجين الذين يشكون من تراجع الدعم الحكومي، وشركات التصنيع التي لم تعد تستوعب الكمية الكبيرة من الحليب الخام.
وأعرب الاتحاد السويسري لمنتجي الألبان في تقريره السنوي عن مخاوفه من التأثير السلبي لعدم قدرة شركات التصنيع على استيعاب إنتاج الحليب الخام خلال العام الماضي، الذي بلغ 3.4 مليار كيلوغرام، وارتفع في الربع الأول من هذا العام بنسبة 4.6 بالمئة.
ويقول المزارع فريتس ياني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) "إن زيادة الإنتاج وعدم القدرة على توزيعه وتراجع الدعم الحكومي كلها عوامل تضر بالمزارعين وتكبدهم خسائر شهرية تصل إلى أكثر من 50 مليون دولار".
كما أشار إلى "وجود مخاوف لدى كثير من المزارعين من تأثير تلك التداعيات على مكانة الإنتاج السويسري في قطاع الحليب مقارنة بالشركات الأوروبية الكبرى، ففي حين تعاني الشركات السويسرية من ارتفاع سعر صرف الفرنك تستفيد الشركات الأوروبية من تراجع سعر صرف اليورو".
شركات تصنيع الألبان تفرض على المنتجين ثلاث شرائح من الأسعار، أعلاها مخصصة للألبان التي يتم استخدامها في الإنتاج المحلي. الحليب السويسري1
في الوقت ذاته يتفق المزارع ياني مع موقف الاتحاد في انتقاد عدم موافقة شركات تصنيع الحليب الخام على مواكبة الزيادة في الأسعار مثلما هو الحال في الاتحاد الأوروبي، حيث رفعت شركات التصنيع أسعار الشراء من المزارعين بنسبة 20 بالمئة خلال عام.
ويشير إلى أن شركات تصنيع الألبان السويسرية تفرض على منتجي الحليب الخام ثلاث شرائح من الأسعار، أعلاها مخصصة لتلك الألبان التي يتم استخدامها في الإنتاج المحلي، تليها أسعار أقل بنسبة 20 بالمئة للألبان الخام المخصصة للإنتاج التصديري إلى الاتحاد الاوروبي.
في حين تقل شريحة الأسعار الثالثة بنسبة 50 بالمئة عن أسعار التداول في السوق المحلية، وتكون مخصصة لمنتجات الألبان ومشتقاتها المخصصة للتصدير الى خارج الاتحاد الأوروبي.
يحاول المزارعون تقليص أعداد أبقار الحليب البالغ عددها نحو 615 ألف رأس والتحول إلى الماشية المخصصة لإنتاج اللحوم الحمراء. الحليب السويسري2
ويعاني منتجو الألبان السويسريون من مشكلتين في آن واحد، الأولى هي ارتفاع تكاليف الإنتاج محلياً مقارنة بتكاليف الإنتاج في دول الجوار، والثانية ارتفاع سعر صرف الفرنك السويسري مقابل العملات الرئيسية الأخرى، ما يجعل التصدير مشكلة في حد ذاتها.
في الوقت ذاته، أدى فتح الباب أمام التبادل التجاري في المنتجات الزراعية مع دول الجوار إلى زيادة استيراد منتجات الألبان من الاتحاد الأوروبي، لتنافس الإنتاج المحلي، وتقتنص 25 بالمئة منه في قطاع الأجبان وحده.
ويحاول المزارعون تقليص أعداد أبقار الحليب البالغ عددها نحو 615 ألف رأس والتحول إلى الماشية المخصصة لإنتاج اللحوم الحمراء، إذ يقول المزارع ياني لـ(كونا) "إن البقرة ليست ماكينة أتحكم فيما تدره من حليب، في حين أن أبقار اللحوم أسهل في التجارة والتداول بدلاً من إلقاء الحليب الزائد في المصارف والوديان، أو أن نضطر إلى أن نروي الحرث بالضرع".


