أسعار الأرز في اليابان تقفز بـ 99.2% في يونيو على أساس سنوي
10:56 - 18 يوليو 2025
أظهرت بيانات رسمية الجمعة أن أسعار الأرز في اليابان ارتفعت بنسبة 99.2 بالمئة في يونيو على أساس سنوي، مما يزيد من الضغط على رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا قبيل الانتخابات المقررة نهاية هذا الأسبوع.
وقد تراجع الدعم الشعبي لإدارة إيشيبا إلى أدنى مستوى له منذ توليه منصبه العام الماضي، ويعود ذلك جزئياً إلى حالة الإحباط الكبيرة من زيادة تكاليف المعيشة.
وكان سعر الحبوب قد قفز بالفعل بنسبة 101 بالمئة على أساس سنوي في مايو، وارتفع بنسبة 98.4 بالمئة في أبريل، وأكثر من 92.5 بالمئة في مارس.
وفي المجمل، أظهرت بيانات حكومية رسمية أن معدل التضخم الأساسي في اليابان تباطأ الشهر الماضي إلى 3.3 بالمئة من 3.7 بالمئة في مايو.
وجاءت هذه القراءة، التي تستثني أسعار المواد الغذائية الطازجة المتقلبة، أقل بقليل من توقعات السوق البالغة 3.4 بالمئة. وباستثناء الطاقة والأغذية الطازجة أيضاً، ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 3.4 بالمئة مقارنة بـ 3.3 بالمئة في مايو.
وتشير استطلاعات الرأي التي سبقت انتخابات الأحد إلى أن الائتلاف الحاكم قد يفقد غالبيته في البرلمان الياباني، مما قد يجبر إيشيبا على الاستقالة بعد أقل من عام في منصبه. وفي أكتوبر، حُرم ائتلافه من الأغلبية في مجلس النواب. وكانت تلك أسوأ نتيجة انتخابية في 15 عاماً للحزب الليبرالي الديمقراطي، الذي حكم اليابان بشكل شبه مستمر منذ عام 1955.
التعرفات الجمركية
يخضع إيشيبا لضغط إضافي للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة قبل أن تدخل تعرفات جمركية جديدة بنسبة 25 بالمئة حيز التنفيذ في 1 أغسطس.
وتخضع واردات اليابان المهمة من السيارات إلى أكبر اقتصاد في العالم بالفعل لرسوم مؤلمة، شأنها شأن واردات الصلب والألومنيوم. ويريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حث الشركات اليابانية على تصنيع المزيد في الولايات المتحدة، وأن تشتري طوكيو المزيد من السلع الأمريكية -خاصة النفط والغاز والسيارات والأرز- لتقليل العجز التجاري البالغ 70 مليار دولار مع طوكيو.
وكان من المقرر أن يستضيف إيشيبا وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الجمعة. كما كان من المقرر أن ينضم المبعوث التجاري ريوسي أكازاوا، الذي أرسله إيشيبا إلى واشنطن سبع مرات لمحاولة التوصل إلى اتفاق، إلى المحادثات، وأن يسافر مع بيسنت لزيارة معرض إكسبو العالمي في أوساكا يوم السبت، حسبما ذكرت الحكومة اليابانية.
ويقوم بنك اليابان بتشديد السياسة النقدية منذ العام الماضي مع ارتفاع التضخم، لكن المخاوف بشأن تأثير التعرفات الأميركية على رابع أكبر اقتصاد في العالم أجبرته على اتخاذ نهج أبطأ.
أزمة الأرز
من بين العوامل التي تقف وراء ارتفاع أسعار الأرز النقص الحاصل بسبب صيف حار وجاف للغاية قبل عامين أضر بالمحاصيل في جميع أنحاء البلاد.
ويقول الخبراء إن بعض التجار يقومون منذ ذلك الحين بتكديس الأرز في محاولة لزيادة أرباحهم في المستقبل.
وتفاقمت الأزمة بسبب عمليات الشراء بدافع الذعر العام الماضي، والتي جاءت بعد تحذير حكومي من "زلزال ضخم" محتمل لم يحدث. وقد اتخذت الحكومة خطوة نادرة بإصدار مخزونها الاحتياطي الطارئ منذ فبراير، وهو ما كانت تفعله عادة فقط في أوقات الكوارث.
وقال ستيفان أنغريك من "موديز أناليتكس" في مذكرة: "التقلبات في السياسات، والتأخر في نقل الأسعار من المنتجين إلى المستهلكين، وانخفاض قيمة الين، ستبقي الضغوط على الأسعار مرتفعة على المدى القريب".
وأضاف: "مع تعثر مكاسب الأجور الاسمية، فإن الأجور الحقيقية لن تحصل على الدفعة التي تحتاجها في أي وقت قريب. ومن المحتمل أن يتباطأ نمو الأجور أكثر مع تأثير التعريفات الأمريكية والتهديدات بالتعريفات على قطاعي الصناعة والتوظيف".
وتابع قائلا: "هذا يضع بنك اليابان في مأزق... نتوقع أن يظل بنك اليابان ثابتاً في الوقت الحالي، ولكن ليس لفترة طويلة. فمن المحتمل حدوث زيادة في سعر الفائدة بحلول يناير، وقد تأتي في وقت مبكر من ديسمبر".